بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم وبعد
فهذا توضيح لمن سأل أو أشكل عليه مسألة التوقيت لأذان الفجر في هذه
الأيام
فنحيطكم علما" بأنا ولله الحمد قد تحرينا طلوع الفجر الصادق من
بعض التباب في المدينة فوجدنا أن الفجر الصادق يبدأ ظهوره في 4:35 ثم يتبين بوضوح
شديد في 4:37 وأكثر أهل المدينة يؤذنون على الفجر الكاذب لا على الفجر الصادق , ولننظر
لكلام أهل العلم في هذه المسألة
قال العلامة صديق حسن خان في الروضة الندية
(1/230) عند قول الإمام الشوكاني رحمه الله :وأول وقت الفجر إذا انشق الفجر أي: ظهور
الضوء المنتشر وبينه صلى الله عليه وسلم أشفى بيان فقال ....إنه يطلع معترضا في
الأفق وإنه ليس الذي يلوح بياضه كذنب السرحان . وهذا شيء تدركه الأبصار قال تعالى: (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر). فجاء بلفظ التفعل لإفادة
أنه لايكفي إلا التبين الواضح أي يتبين لكم شيئا فشيئا حتى يتضح فإنه لا يتم تبينه
وظهوره إلا بعد كمال ظهوره فإنه يطلع أولا تباشير الضوء ثم ذنب السرحان وهو الفجر
الكاذب ثم يتضح نور الصباح الذي أبداه بقدرته فالق الإصباح ا.هـ كلامه رحمه الله.
ونحن
وعند أن راقبنا طلعت تباشير الضوء في 4:20 ثم في 23 وما بعده الفجر الكاذب الذي
يؤذن عليه أكثر الناس ويصلون , الى 4:34 بدأ الفجر الصادق يتبين شيئا فشيئا حتى اتضح
في 4:37 وأما من يقول نجعل من ينظر لنا ويتحرى من خارج تباب المدينة فنقول له إن
الله لم يكلفنا بهذا وإنما كلفنا برؤيتنا مما يدل على ذلك عدم وجود التواصل في
الزمن الأول زمن الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم إذ أن الله عز وجل خاطب
المسلمين عموما فقال(حتى يتبين لكم )ولم يقل لبعضكم دون البعض أو في منطقة دون أخرى
وقد ذكر العلماء أن التوقيت قد يختلف في المدينة الواحدة .
قال العلامة الألباني
رحمه الله في الصحيحة (7/1303)وفي كثير من البلاد فقد علمنا أن الفجر يذاع قبل
الفجر الصادق بنحو ربع ساعة أو أكثر يختلف ذلك باختلاف البلاد ........ الى أن قال
وإن مما لا شك فيه أن هذه المواقيت تختلف باختلاف الأقاليم والبلاد ومواقعها في الارض
من حيث خطوط الطول والعرض من جهة ومن حيث انخفاضها وارتفاعها من جهة أخرى الأمر
الذي يوجب على المؤذنين مراعاتها والإنتباه لها فمدينة كبيرة كالقاهرة مثلا يطلع
الفجر في شرقها قيل مغربها وهكذا يقال في سائر الأوقات بل قد تكون البلدة ليست في اتساعها كمدينة دمشق مثلا فمن كان في جبل قاسيون مثلا
تختلف مواقيته عمن كان في وسطها أوفي مسجدها مسجد بني أمية أو في الغوطة منها مثلا
ا.هـ كلامه رحمه الله .
وهو واضح أن
المواقيت فد تختلف في المدينة الواحدة بحسب الانخفاض والارتفاع فهذا الذي كلفنا الله
به شرعا ولم يكلفنا غيره وفقنا الله وإياكم لكل خير وجنبنا كل شر وضير والحمد لله
رب العالمين.
كتبه أبوعبدالله عبدالرحمن
بن عبدالمجيد الشميري
إمام وخطيب مسجدالشميري
وادي المعسل-تعز
9 رمضان1437هـ
عنوان الموضوع: "بيان لمن التبس عليه مسألة بزوغ الفجر في هذه الأيام"
إرسال تعليق